{ وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم } لما أمر الله عز وجل موسى عليه الصلاة والسلام أن يذكر قومه بأيام الله امتثل ذلك الأمر ، وذكرهم بأيام الله فقال { اذكروا نعمة الله عليكم } { إذ أنجاكم من آل فرعون } أي اذكروا إنعام الله عليكم في ذلك الوقت الذي أنجاكم فيه من آل فرعون { يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم } . فإن قلت قال في سورة البقرة : يذبحون بغير واو وقال هنا ويذبحون بزيادة واو فما الفرق ؟ قلت : إنما حذفت الواو في سورة البقرة لأن قوله يذبحون تفسير لقوله يسومونكم سوء العذاب ، وفي التفسير لا يحسن ذكر الواو كما تقول جاءني القوم زيد وعمرو إذا أردت تفسير القوم وأما دخول الواو هنا في هذه السورة فلأن آل فرعون كانوا يعذبونهم بأنواع من العذاب غير التذبيح وبالتذبيح أيضاً فقوله : ويذبحون نوع آخر من العذاب لأنه تفسير العذاب { ويستحيون نساءكم } يعني يتركونهن أحياء { وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم } . فان قلت كيف كان فعل آل فرعون بلاء من ربهم ؟ قلت : تمكينهم وإمهالهم حتى فعلوا ما فعلوا بلاء من الله ؛ ووجه آخر وهون أذن لكم إشارة إلى الإنجاء ، وهو بلاء عظيم لأن البلاء يكون ابتلاء بالنعمة والمحنة جميعاً ومنه قوله : { ونبلوكم بالشر والخير فتنة } وهذا الوجه أولى لأنه موافق لأول الآية وهو قوله اذكروا نعمة الله عليكم . فإن قلت : هب أن تذبيح الأبناء فيه بلاء فكيف يكون استحياء النساء فيه بلاء . قلت : كانوا يستحيونهن ويتركونهن تحت أيديهم كالإماء فكان ذلك بلاء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.