لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{يُنۢبِتُ لَكُم بِهِ ٱلزَّرۡعَ وَٱلزَّيۡتُونَ وَٱلنَّخِيلَ وَٱلۡأَعۡنَٰبَ وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} (11)

{ ينبت لكم } أي ينبت الله لكم وقرئ ينبت على التعظيم لكم { به } أي بذلك الماء { الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات } لما ذكر الله في الحيوان تفصيلاً وإجمالاً ذكر الثمار تفصيلاً وإجمالاً فبدأ بذكر الزرع وهو الحب الذي يقتات به كالحنطة والشعير وما أشبههما لأن به قوام بدن الإنسان ، وثنى بذكر الزيتون لما فيه من الأدم والدهن والبركة ، وثلث بذكر النخيل لأن ثمرتها غذاء وفاكهة ، وختم بذكر الأعناب لأنها شبه النخلة في المنفعة من التفكة ، والتغذية ، ثم ذكر سائر الثمرات إجمالاً لينبه بذلك على عظيم قدرته ، وجزيل نعمته على عباده ثم قال تعالى { إن في ذلك } يعني الذي ذكر من أنواع الثمار { لآية } يعني علامة دالة على قدرتنا ووحدانيتنا { لقوم يتفكرون } يعني فيما ذكر من دلائل قدرته ووحدانيته .