تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يُنۢبِتُ لَكُم بِهِ ٱلزَّرۡعَ وَٱلزَّيۡتُونَ وَٱلنَّخِيلَ وَٱلۡأَعۡنَٰبَ وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} (11)

الآية : 11 وقوله تعالى : { ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات } أي ينبت لكم بالماء الذي ذكر أنه أنزله{[10077]} من السماء الزرع والزيتون وجميع ما ذكر بلطفه[ إذ هو ]{[10078]} لقاح كل الأشياء المختلفة [ والمتفقة ]{[10079]} ليس كغيره من الدواب حين{[10080]} لم يجعل اللقاح بشيء من جنس آخر ، إنما جعل لقاح كل نوع من نوعه ، وجعل في الماء بلطفه سرية توافق جميع الأشياء المختلفة ، لو اجتمع الخلائق على إدراك ذلك ، وإن اجتهدوا ، لم يقدروا عليه ؛ يعرفون الماء ظاهرا ، ولكن لا يدركون ما فيه من اللطف والسرية الذي به تكون حياة كل أحد{[10081]} وموافقته .

وقوله تعالى : { إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون } ذكر أن فيه آية { لقوم يتفكرون } ولم يذكر أنه لماذ ؟ لكنه ذكر أنه آية { لقوم يتفكرون } بالتفكر يعرف أنه آية لماذا ؟ وهذا يدل على الأشياء التي غابت عنا ظواهرها ؛ بالتفكر والنظر تدرك .


[10077]:في الأصل وم: أنزل.
[10078]:في الأصل وم: الماء.
[10079]:من م، ساقطة من الأصل.
[10080]:في الأصل وم: حيث.
[10081]:أدرج قبلها في الأصل: حياة.