الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{يُنۢبِتُ لَكُم بِهِ ٱلزَّرۡعَ وَٱلزَّيۡتُونَ وَٱلنَّخِيلَ وَٱلۡأَعۡنَٰبَ وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} (11)

قوله تعالى : { يُنبِتُ } : تحتمل هذه الجملةُ الاستئنافَ والتبعيةَ كما في نظيرتِها . ويقال : " أَنْبت اللهُ الزرعَ " فهو مَنْبُوت ، وقياسُه مُنْبَتٌ . وقيل : "

أَنْبت " قد يجيْءُ لازماً ك " نَبَت " أنشد الفراء :

رأيتَ ذوي الحاجاتِ حولَ بيوتِهمْ *** قَطِيناً لهم حتى إذا أَنْبَتَ البَقْلُ

وأباه الأصمعي ، والبيتُ حجةٌ عليه ، وتأويلُه ب " أَنبت البقلُ نفسَه " على المجاز بعيدٌ جداً .

وقرأ أبو بكر " نُنْبِتُ " بنون العظمة ، / والزهري " نُنَبِّتُ " بالتشديد . والظاهر أنه تضعيف المتعدي . وقيل : بل للتكرير . وقرأ أُبَي " يَنْبُت " بفتحِ الياءِ وضم الباء ، " الزَّرعُ " وما بعده رفعٌ بالفاعلية .