فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يُنۢبِتُ لَكُم بِهِ ٱلزَّرۡعَ وَٱلزَّيۡتُونَ وَٱلنَّخِيلَ وَٱلۡأَعۡنَٰبَ وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} (11)

{ يُنبِتُ لَكُمْ بِهِ الزرع والزيتون والنخيل والأعناب } قرأ أبو بكر عن عاصم «ننبت » بالنون ، وقرأ الباقون بالياء التحتية ، أي : ينبت الله لكم بذلك الماء الذي أنزله من السماء ، وقدّم الزرع لأنه أصل الأغذية التي يعيش بها الناس ، وأتبعه بالزيتون لكونه فاكهة من وجه وإداما من وجه لكثرة ما فيه من الدّهن ، وهو جمع زيتونة . ويقال للشجرة نفسها : زيتونة . ثم ذكر النخيل لكونه غذاء وفاكهة وهو مع العنب أشرف الفواكه ، وجمع الأعناب لاشتمالها على الأصناف المختلفة ، ثم أشار إلى سائر الثمرات فقال : { وَمِن كُلّ الثمرات } كما أجمل الحيوانات التي لم يذكرها فيما سبق بقوله : { وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } وقرأ أبيّ بن كعب «ينبت لكم به الزرع » يرفع الزرع وما بعده { إِنَّ فِي ذَلِكَ } أي : الإنزال والإنبات { لآيَةً } عظيمة دالة على كمال القدرة والتفرّد بالربوبية { لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } في مخلوقات الله ولا يهملون النظر في مصنوعاته .

/خ19