{ ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار } يعني المؤمنين . واعلم أن الله تعالى قسم الداعين فريقين البعث : فريق اقتصروا في الدعاء على طلب الدنيا وهم الكفار ، لأنهم كانوا لا يعتقدون البعث والآخرة ، والفريق الثاني : هم المؤمنون الذين جمعوا في الدعاء بين طلب الدنيا والآخرة ، وذلك لأن الإنسان خلق ضعيفاً محتاجاً لا طاقة له بآلام الدنيا ومتاعبها ، فالأولى له أن يستعيذ بالله من شرها وآلامها ، لأنه لو اضطرب على الإنسان عرق من عروقه ، لشوش عليه حياته في الدنيا ، وتعطل عن الاشتغال بطاعة الله تعالى فثبت بذلك أن طلب الدنيا في الدعاء من أمر الدين ، فلذلك قال الله تعالى : إخباراً عن المؤمنين : { ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة } قيل : إن الحسنة في الدنيا عبارة عن الصحة والأمن والكفاية والتوفيق إلى الخير والنصر على الأعداء والولد الصالح والزوجة الصالحة ( م ) عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة " وقيل : الحسنة في الدنيا العلم والعبادة وفي الآخرة الجنة وقيل : الحسنة في الدنيا الرزق الحلال والعمل الصالح وفي الآخرة المغفرة والثواب . وقيل : من آتاه الله الإسلام والقرآن وأهلاً ومالاً فقد أوتي في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة يعني في الدنيا عافية وفي الآخرة عافية . ( م ) عن أنس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلاً من المسلمين قد خف فصار مثل الفرخ ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هل كنت تدعو الله بشيء أو تسأله إياه ؟ قال : نعم كنت أقول اللهم ما كنت معاقبني به في الآخرة فعجله لي في الدنيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سبحان الله لا تطيقه ولا تستطيعه أفلا قلت : اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " قال : فدعا الله به فشفاه ( ق ) عن أنس بن مالك . قال كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . " عن عبد الله بن السائب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بين الركنين : " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " أخرجه أبو داود .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.