فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ حَسَنَةٗ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ} (201)

{ ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار }

قد اختلف في تفسير الحسنتين المذكورتين في الآية ، فقيل هما ما يطلبه الصالحون في الدنيا من العافية وما لا بد منه من الرزق ، وما يطلبونه في الآخرة من نعيم الجنة والرضا ، وقيل المراد بحسنة الدنيا الزوجة الحسناء ، وبحسنة الآخرة الحور العين ، وقيل حسنة الدنيا العلم والعبادة وحسنة الآخرة الجنة ، وقيل الأولى العمل الصالح والثانية المغفرة والثواب ، وقيل من آتاه الله الإسلام والقرآن وأهلا ومالا فقد أوتي فيهما حسنة ، وقيل غير ذلك مما لا فائدة في ذكره{[196]} .

قال القرطبي : والذي عليه أكثر أهل العلم أن المراد بالحسنتين نعيم الدنيا والآخرة ، قال : وهذا هو الصحيح ، فإن اللفظ يقتضي هذا كله فإن { حسنة } نكرة في سياق الدعاء فهو محتمل لكل حسنة من الحسنات على البدل ، وحسنة الآخرة الجنة بإجماع انتهى .


[196]:وقال القرطبي: قال ابن عباس: إن عند الركن ملكا قائما منذ خلق الله السموات والأرض يقول آمين فقولوا: {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} القرطبي 2/ 434