قوله عز وجل : { واقتلوهم حيث ثقفتموهم } أي حيث وجدتموهم وأدركتموهم في الحل والحرم ، وتحقيق القول فيه أن الله تعالى أمر بالجهاد في الآية الأولى بشرط إقدام الكفار على القتال ، وفي هذه الآية أمرهم بالجهاد معهم سواء قاتلوا أو لم يقاتلوا ، واستثنى منه المقاتلة عند المسجد الحرام { وأخرجوهم من حيث أخرجوكم } أي وأخرجوهم من ديارهم كما أخرجوكم من دياركم { والفتنة أشد من القتل } يعني أن شركهم بالله أشد وأعظم من قتلكم إياهم في الحرم والإحرام ، وإنما سمي الشرك بالله فتنة لأنه فساد في الأرض يؤدي إلى الظلم . وإنما جعل أعظم من القتل لأن الشرك بالله ذنب يستحق صاحبه الخلود في النار وليس القتل كذلك ، والكفر يخرج صاحبه من الأمة وليس القتل كذلك ، فثبت أن الفتنة أشد من القتل { ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه } اختلف العلماء في هذه الآية ، فذهب مجاهد في جماعة من العلماء إلى أنها محكمة وأنه لا يحل أن يقاتل في المسجد الحرام إلاّ من قاتل فيه وهو قوله : { فإن قاتلوكم فاقتلوهم } أي فقاتلوهم ، وثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن مكة لا تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي وإنما أحلت لي ساعة من نهار ثم عادت حراماً إلى يوم القيامة " فثبت بهذا تحريم القتال في الحرم إلاّ أن يقاتلوا فيقاتلوا ويكون دفعاً لهم . وذهب قتادة إلى أن هذه الآية منسوخة بقوله : { اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } فأمر بقتالهم في الحل والحرم . وقيل إنها منسوخة بقوله : { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.