لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَقَالُواْ مَالِ هَٰذَا ٱلرَّسُولِ يَأۡكُلُ ٱلطَّعَامَ وَيَمۡشِي فِي ٱلۡأَسۡوَاقِ لَوۡلَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مَلَكٞ فَيَكُونَ مَعَهُۥ نَذِيرًا} (7)

{ وقالوا مال هذا الرسول } يعنون محمداً صلى الله عليه وسلم { يأكل الطعام } أي كما نأكل نحن { ويمشي في الأسواق } أي يلتمس المعاش كما نمشي نحن وإذا كان كذلك فمن أين له الفضل علينا ، ولا يجوز أن يمتاز عنا بالنبوة وكانوا يقولون له لست بملك لأنك بشر مثلنا ، والملك لا يأكل ولا يملك لأن الملك لا يتسوق وأنت تتسوق وتبتذل وما قالوه فاسد لأن أكله الطعام لكونه آدمياً ، ولم يدع أنه ملك ومشيه في الأسواق لتواضعه وكان ذلك صفته في التوراة ولم يكن سخاباً في الأسواق وليس شيء من ذلك ينافي النبوة ولأنه لم يدع أنه ملك من الملوك { لولا أنزل إليه ملك } أي يصدقه ويشهد له { فيكون معه نذيراً } أي داعياً .