الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَقَالُواْ مَالِ هَٰذَا ٱلرَّسُولِ يَأۡكُلُ ٱلطَّعَامَ وَيَمۡشِي فِي ٱلۡأَسۡوَاقِ لَوۡلَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مَلَكٞ فَيَكُونَ مَعَهُۥ نَذِيرًا} (7)

قوله : { مَالِ هَذَا } : " ما " استفهاميةٌ مبتدأةٌ . والجارُّ بعدَها خبرٌ . " ويَأْكل " جملةٌ حاليةٌ ، وبها تَتِمُّ فائدةُ الإِخبار كقوله : { فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ } . وقدت تقدم في النساء أنَّ الجرِّ كُتِبَتْ مفصولةً من مجرورِها وهو خارجٌ عن قياسِ الخطِّ .

/ والعاملُ في الحالِ الاستقرارُ العاملُ في الجارِّ ، أو نفسُ الجارِّ ، ذكرَه أبو البقاء .

قوله : { فَيَكُونَ } العامَّةُ على نصبِه . وفيه وجهان ، أحدُهما : نصبٌ على جوابِ التحضيضِ . والثاني قال أبو البقاء : فيكونَ منصوبٌ على جوابِ الاستفهام " وفيه نظرٌ ؛ لأنَّ ما بعدَ الفاءِ لا يَتَرَتَّبُ على هذا الاستفهامِ . وشرطُ النصبِ : أن ينعقدَ منها شرطٌ وجزاءٌ . وقُرِىء " فيكونُ " بالرفعِ ، وهو معطوفٌ على " أُنْزِل " . وجاز عطفُه على الماضي ؛ لأنَّ المرادَ بالماضي المستقبلُ ، إذ التقدير : لولا نُنَزِّلُ .