الشبهة الثالثة : قوله تعالى : { وَقَالُواْ مَالِ هذا الرسول يَأْكُلُ الطعام } . الآية . «ما » استفهامية مبتدأة ، والجار بعدها خبر ، و «يأكل » جملة حالية{[35382]} ، وبها تتم فائدة الإخبار ، كقوله : { فَمَا لَهُمْ عَنِ التذكرة مُعْرِضِينَ } [ المدثر : 49 ] وقد تقدم في النساء{[35383]} أن لام الجر كتبت مفصولة من مجرورها ، وهو خارج عن قياس الخط{[35384]} . والعامل في الحال الاستقرار العامل في الجر ، أو نفس الجر ذكره أبو البقاء{[35385]} .
قوله : «فَيَكُونَ » . العامة على نصبه ، وفيه وجهان :
أحدهما : نصبه على جواب التحضيض{[35386]} .
والثاني : قال أبو البقاء : «فَيَكُونَ » منصوب على جواب الاستفهام{[35387]} . وفيه نظر ، لأن ما بعد الفاء لا يترتب على هذا الاستفهام ، وشرط النصب أن ينعقد منهما شرط وجزاء . وقرئ «فَيَكُونُ » بالرفع{[35388]} وهو معطوف على «أُنْزِلَ » ، وجاز عطفه على الماضي ؛ لأن المراد بالماضي المستقبل إذ التقدير : لولا ينزل {[35389]} .
قوله : «أَوْ يُلقَى . . . أَوْ تَكُون » معطوفان على «أنزل » لما تقدم من كونه بمعنى ينزل ، ولا يجوز أن يُعطفا على «فَيَكُون » المنصوب في الجواب ؛ لأنهما مندرجان في التحضيض في حكم الواقع بعد «لولا » ، وليس المعنى على أنهما جواب للتحضيض ، فَيُعْطَفا على جوابه{[35390]} . وقرأ الأعمش وقتادة { أَوْ يَكُونُ لَهُ } بالياء من تحت{[35391]} ؛ لأن تأنيث الجنة مجازي{[35392]} .
قوله : «يَأْكُلُ مِنْهَا » الجملة في موضع الرفع صفة ل «جَنّة » . وقرأ الأخوان{[35393]} «نَأْكُلُ » بنون الجمع ، والباقون بالياء من تحت أي : الرسول{[35394]} .
قوله : «وَقَالَ الظَّالِمُون » وضع الظاهر موضع المضمر ؛ إذ الأصل «وَقَالُوا » .
قال الزمخشري : وأراد بالظالمين إياهم بأعيانهم {[35395]} .
قال أبو حيان : وقوله ليس تركيباً سائغاً بل التركيب العربي أن يقول أرادهم{[35396]} بأعيانهم {[35397]} .
وهذه الشبهة التي ذكروها في نهاية الرذالة ، فقالوا : { مَالِ هذا الرسول يَأْكُلُ الطعام وَيَمْشِي فِي الأسواق } يلتمس المعاش كما نلتمس فمن أين له الفضل علينا ؟ وكيف يمتاز عنّا بالنبوة ، وهو مثلنا في هذه الأمور .
وقالوا : { لولا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ } هلاّ أنزل إليه ملك { فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً } يصدقه ويشهد له ، ويرد على من خالفه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.