الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَقَالُواْ مَالِ هَٰذَا ٱلرَّسُولِ يَأۡكُلُ ٱلطَّعَامَ وَيَمۡشِي فِي ٱلۡأَسۡوَاقِ لَوۡلَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مَلَكٞ فَيَكُونَ مَعَهُۥ نَذِيرًا} (7)

وأخرج الواحدي وابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : « لما عير المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفاقة قالوا { ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق } حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك ، فنزل جبريل فقال : إن ربك يقرئك السلام ويقول { وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق } ثم أتاه رضوان خازن الجنان ومعه سفط من نور يتلألأ فقال : هذه مفاتيح خزائن الدنيا ، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل كالمستشير له ، فضرب جبريل إلى الأرض أن تواضع فقال : يا رضوان لا حاجة لي فيها ، فنودي : أن ارفع بصرك ، فرفع فإذا السموات فتحت أبوابها إلى العرش ، وبدت جنات عدن ، فرأى منازل الأنبياء وعرفهم ، وإذا منازله فوق منازل الأنبياء فقال : رضيت . ويرون أن هذه الآية أنزلها رضوان { تبارك الذي إن شاء جعل لك خيراً من ذلك } » .