ثم لما فرغ سبحانه من ذكر ما طعنوا به على القرآن ، ذكر ما طعنوا به على الرسول صلى الله عليه وسلم فقال :
{ وَقَالُوا : مَالِ هَذَا الرَّسُولِ ؟ } في الإشارة هنا تصغير لشأن المشار إليه ، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم وسموه رسولا استهزاء وسخرية ، وحاصل ما ذكر هنا ستة قبائح ، والأخيرة هي قوله { إلا رجلا مسحورا } وقد رد الله عليهم هذه الستة إجمالا في البعض ، وتفصيلا في البعض ، والمعنى ، أي شيء . وأي سبب حصل ، لهذا الذي يدعي الرسالة حال كونه { يَأْكُلُ الطَّعَامَ } كما نأكله .
{ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ } ويتردد فيها لطلب المعاش كما نتردد ، زعموا أنه كان يجب أن يكون الرسول ملكا مستغنيا عن الطعام ، والكسب ، والاستفهام للإنكار ، وهو يرجع إلى السبب مع تحقيق المسبب ، وهو الأكل والمشي ، ولكنه استبعد تحقق ذلك لانتفاء سببه عندهم ، تهكما واستهزاء ، والمعنى : أنه إن صح ما يدعيه من النبوة فما باله يخالف حاله حالنا ؟ { لَوْلَا } للتحضيض ، هذا ما استظهره ابن هشام ، بعد نقله عن الهروي أنها للاستفهام أي : هلا .
{ أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا } طلبوا أن يكون النبي مصحوبا بملك . يعضده ويساعده ، تنزلوا عن اقتراح كون الرسول ملكا ، مستغنيا عن الأكل والكسب ، إلى اقتراح أن يكون معه ملك يصدقه ، ويشهد له بالرسالة
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.