الشبهة الثالثة : قوله تعالى : { وقالوا ما لهذا الرسول } أي : ما لهذا الذي يزعم الرسالة ، وفيه استهانة وتهكم وتصغير لشأنه ، وتسميته بالرسول سخرية منه كأنهم قالوا : ما لهذا الزاعم أنه رسول ، ونحوه قول فرعون : { إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون } ( الشعراء ، 27 ) ، أي : إن صح أنه رسول الله فما باله حاله مثل حالنا { يأكل الطعام } أي : كما نأكله { ويمشي } أي : ويتردد { في الأسواق } لطلب المعاش كما نمشي ، فلا يجوز أن يمتاز عنا بالنبوة يعنون : أنه يجب أن يكون ملكاً مستغنياً عن الأكل والشرب والتعيش ، وكذلك كانوا يقولون له : لست أنت بملك ؛ لأنك تأكل الطعام ، والملك لا يأكل ، ولأن الملك لا يتسوق وأنت تتسوق ، وما قالوه فاسد ؛ لأن أكله الطعام لكونه آدمياً ومشيه في الأسواق لتواضعه ، وكان ذلك صفته في التوراة ، ولم يكن صخاباً في الأسواق ، وليس شيء من ذلك ينافي النبوة ، ولأنه لم يدع أنه ملك من الملوك ، ثم نزلوا عن اقتراحهم أن يكون ملكاً إلى اقتراح أن يكون إنساناً معه ملك حتى يسانده في الإنذار والتخويف ، فقالوا : { لولا } أي : هلا { أنزل إليه ملك } أي : يصدقه ويشهد له { فيكون معه نذيراً } أي : داعياً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.