لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{تَبَارَكَ ٱلَّذِيٓ إِن شَآءَ جَعَلَ لَكَ خَيۡرٗا مِّن ذَٰلِكَ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ وَيَجۡعَل لَّكَ قُصُورَۢا} (10)

قوله تعالى { تبارك الذي إن شاء جعل لك خيراً من ذلك } أي من الذي قالوا : وأفضل من البستان الذي ذكروا وقال ابن عباس يعني خيراً من المشي في الأسواق والتماس المعاش ثم بين ذلك الخير فقال { جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصوراً } أي بيوتاً مشيدة عن أبي أمامة أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال « عرض عليَّ ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهباً قلت لا يا رب ولكن أشبع يوماً وأجوع يوماً أو قال ثلاثاً أو نحو هذا ، فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك وإذا شبعت حمدتك وشكرتك » عن عائشة قالت : « قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو شئت لسارت معي جبال مكة ذهباً جاءني ملك إن حجزته لتساوي الكعبة فقال يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول : إن شئت نبياً عبداً وإن شئت نبياً ملكاً فنظرت إلى جبريل فأشار إلي أن ضع نفسك ، فقلت : نبياً عبداً قالت فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك لا يأكل متكئاً يقول : أنا عبد آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد » ذكر هذين الحديثين البغوي بسنده .