غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَقَالُواْ مَالِ هَٰذَا ٱلرَّسُولِ يَأۡكُلُ ٱلطَّعَامَ وَيَمۡشِي فِي ٱلۡأَسۡوَاقِ لَوۡلَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مَلَكٞ فَيَكُونَ مَعَهُۥ نَذِيرًا} (7)

الشبهة الثالثة قولهم على سبيل الاستهانة وتصغير الشأن { ما لهذا } الزاعم أنه رسول أي ما باله { يأكل الطعام } كما نأكل ويتردد في الأسواق لطلب المعاش كما نتردد . زعموا أنه كان يجب أن يكون ملكاً مستغنياً عن الأكل والتعيش ، ثم نزلوا عن هذا المقام فطلبوا أن يكون إنساناً معه ملك يعضده ويساعده في باب الإنذار ، ثم نزلوا فاقترحوا أن يكون مستظهراً بكنز يلقى إليه من السماء حتى لا يحتاج إلى تحصيل المعاش ، ثم نزلوا فقالوا : لا أقل من أن يكون كواحد من الدهاقين له بستان ينتفع هو أو ننتفع نحن بذلك على اختلاف القراءتين . وانتصب { فيكون } لأنه جواب " لولا " بمعنى " هلا " وحكمه حكم الاستفهام ومحل { أنزل } الرفع كما يقول : لولا ينزل ولهذا عطف عليه يلقى ويكون مرفوعين .

/خ1