{ وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا7 أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا8 انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا9 تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا10 }
ولما تمادوا في آيات الله وسقط مراؤهم ، شرعوا في المراء فيمن أنزلت عليه الآيات فقالوا : عجبا لهذا الذي يدعي الرسالة كيف يمكن أن نصدق أنه مبعوث ولو شاء ربنا لأنزل ملائكة ، فرد الله تعالى إفكهم بما أرشد إليه القرآن العظيم : ) وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام . . ){[2545]} .
{ وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام . . }{[2546]} ثم عابوه صلى الله عليه وسلم بأنه يتردد في الأسواق وإليها يتجر ويرتزق ، وتحدوه{[2547]} أن يستنزل ملكا من السماء يصحبه حتى يعرفوا صدقه ، أو تجيئه الكنوز وتهبط عليه الأموال ، أو توهب له جنة يطعم من ثمرها ، بل ما هو إلا رجل ذو سحر ، غلب على عقله ، فدحض الله مراءهم ، وسفه أحلامهم ، وضلل سعيهم ، إذ بين عز وجل أن الذي قالوه عجيب غريب غرابة الأمثال ، ينم عن التيه والضلال ، والبعد عن مناهج الحق الكبير المتعال ، وربك كثير خيره ، واسع فضله ، لو أراد أن يجعلك من أصحاب الزخرف والمتاع لمنحك بدلا من الجنة التي اقترحوها جنات ، وأسكنك القصور المشيدات ، لكن سبقت مشيئته وقضت حكمته أن يجعلك وسطا ، لست من المقنطرين و لامن المحرومين .
[ و{ ما } استفهامية بمعنى إنكار الوقوع ونفيه في محل رفع على الابتداء ، والجار والمجرور بعدها متعلق بمحذوف خبر لها . . . . . والزمخشري ذكر أنهم عنوا بقولهم{ ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق }{[2548]} أنه كان يجب أن يكون ملكا ، ثم نزلوا عن ملكيته إلى صحبة ملك له يعينه ، ثم نزلوا عن ذلك إلى كونه مرفودا بكنز ، ثم نزلوا فاقتنعوا بأن يكون له بستان يأكل منه ويرتزق . . .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.