لما فرغ سبحانه من ذكر ما طعنوا به على القرآن ذكر ما طعنوا به على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ؛ { وَقَالُواْ مَالِ هذا الرسول } وفي الإشارة هنا تصغير لشأن المشار إليه ، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسموه رسولا استهزاء وسخرية { يَأْكُلُ الطعام وَيَمْشِي فِي الأسواق } أي ما باله يأكل الطعام كما نأكل ، ويتردّد في الأسواق لطلب المعاش كما نتردّد ، وزعموا أنه كان يجب أن يكون ملكاً مستغنياً عن الطعام والكسب ، وما الاستفهامية في محل رفع على الابتداء ، والاستفهام للاستنكار ، وخبر المبتدأ لهذا الرسول ، وجملة { يَأْكُلُ } في محل نصب على الحال ، وبها تتمّ فائدة الإخبار كقوله : { فَمَا لَهُمْ عَنِ التذكرة مُعْرِضِينَ } [ المدثر : 49 ] ، والإنكار متوجه إلى السبب مع تحقق المسبب ، وهو الأكل والمشي ، ولكنه استبعد تحقق ذلك لانتفاء سببه عندهم تهكماً واستهزاء ، والمعنى : أنه إن صحّ ما يدّعيه من النبوّة ، فما باله لم يخالف حاله حالنا { لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً } طلبوا أن يكون النبيّ صلى الله عليه وسلم مصحوباً بملك يعضده ويساعده ، تنزلوا عن اقتراح أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم ملكاً مستغنياً عن الأكل والكسب ، إلى اقتراح أن يكون معه ملك يصدّقه ، ويشهد له بالرسالة ، قرأ الجمهور { فيكون } بالنصب على كونه جواب التحضيض . وقرىء { فيكون } بالرفع على أنه معطوف على أنزل ، وجاز عطفه على الماضي ، لأن المراد به المستقبل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.