قوله عز وجل { ما كان محمد أبا أحد من رجالكم } وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تزوج زينب قال : الناس إن محمداً تزوج امرأة ابنه فأنزل الله { ما كان محمد أبا أحد من رجالكم } يعني زيد بن حارثة والمعنى أنه لم يكن أبا رجل منكم على الحقيقة ، حتى يثبت بينه وبينه ما يثبت بين الأب وولده من حرمة الصهر والنكاح . فإن قلت : قد كان له أبناء القاسم والطيب والطاهر وإبراهيم وقال الحسن : إن ابني هذا سيد . قلت : قد أخرجوا من حكم النفي بقوله من رجالكم وهؤلاء لم يبلغوا مبلغ الرجال وقيل : أراد بالرجال الذي لم يلدهم { ولكن رسول الله } أي إن كل رسول هو أبو أمته فيما يرجع إلى وجوب التوقير والتعظيم له ووجوب الشفقة والنصيحة لهم عليه { وخاتم النبيين } ختم الله به النبوة فلا نبوة بعده أي ولا معه قال ابن عباس : يريد لو لم أختم به النبيين لجعلت له ابناً ويكون بعده نبياً وعنه قال : إن الله لما حكم أن لا نبي بعده ، لم يعطه ولداً ذكراً يصير رجلاً { وكان الله بكل شيء عليماً } أي دخل في علمه أنه لا نبي بعده . فإن قلت : قد صح أن عيسى عليه السلام ينزل في آخر الزمان بعده وهو نبي قلت إن عيسى عليه السلام ممن نبيء قبله وحين ينزل في آخر الزمان ينزل عاملاً بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم ومصلياً إلى قبلته كأنه بعض أمته ( ق ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي ، كمثل رجل بنى بنياناً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه فجعل الناس يطوفون ويتعجبون له ، ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة فأنا اللبنة ، وأنا خاتم النبيين » وعن جابر نحوه وفيه جئت فختمت الأنبياء ( ق ) عن جبير بن مطعم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « لي خمسة أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله الكفر بي وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي » وقد سماه الله رؤوفاً رحيماً ( م ) عن أبي موسى قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يسمي ، لنا نفسه أسماء فقال « أنا محمد وأنا أحمد وأنا المقفي وأنا الماحي ونبي التوبة ونبي الرحمة » المقفي هو المولى الذاهب ، يعني آخر الأنبياء المتبع لهم فإذا قفي فلا نبي بعده .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.