لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ بِٱلۡعَشِيِّ وَٱلۡإِبۡكَٰرِ} (55)

قوله تعالى : { فاصبر } أي يا محمد على أذاهم { إن وعد الله حق } أي في إظهار دينك وإهلاك أعدائك قال الكلبي نسخت آية القتال آية الصبر { واستغفر لذنبك } يعني الصغائر وهذا على قول من يجوزها على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وقيل يعني على ترك الأولى والأفضل وقيل على ما صدر منه قبل النبوة وعند من لا يجوز الصغائر على الأنبياء يقول هذا تعبد من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ليزيده درجة ولتصير سنة لغيره من بعده وذلك لأن مجامع الطاعات محصورة في قسمين التوبة عما لا ينبغي ، والاشتغال بما ينبغي والأول مقدم وهو التوبة من الذنوب والثاني الاشتغال بالطاعات وهو قوله تعالى : { وسبح بحمد ربك } أي نزه ربك عما لا يليق بجلاله وقيل صل شاكراً لربك { بالعشي والإبكار } يعني صلاة العصر وصلاة الفجر وقال ابن عباس الصلوات الخمس .