الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ بِٱلۡعَشِيِّ وَٱلۡإِبۡكَٰرِ} (55)

ثم قال تعالى { فاصبر إن وعد الله حق } ، أي : فاصبر يا محمد لأمر ربك وأنفذ ما أرسلت به .

{ إن وعد الله حق } أي : إن الذي وعدك الله من النصر والتأييد لدينك حق لا بد منه ، فربك منجز لك ما وعدك . وقد فعل به ذلك .

ثم قال تعالى : { واستغفر لذنبك } أي : واسأل{[59775]} ربك أن يستر عليك ذنبك بعفوه ورحمته .

{ وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار } أي وصل بالشكر منك لربك بالعشي وذلك من زوال الشمس إلى الليل . والإبكار من طلوع الفجر الثاني إلى طلوع الشمس .

وقيل : الإبكار هنا : من طلوع الشمس{[59776]} إلى ارتفاع الضحى{[59777]} . والأول أعرف عند العرب{[59778]} .

والعشي والإبكار مصدران جعلا ظرفين{[59779]} على السعة{[59780]} ، وواحد الإبكار : بكر{[59781]} . والتقدير : في العشي وفي الإبكار .


[59775]:(ت) و(ح): وسئل. ولعل الصواب ما أثبتناه.
[59776]:في طرة (ح).
[59777]:انظر: المحرر الوجيز 14/148.
[59778]:انظر جامع البيان 24/50.
[59779]:(ت): طرفين بالطاء المهملة. وظرفين متآكل في (ح).
[59780]:في طرة (ت).
[59781]:انظر: مشكل إعراب القرآن 2/637، وإعراب النحاس 4/39، والبيان في غريب إعراب القرآن 2/333.