السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ بِٱلۡعَشِيِّ وَٱلۡإِبۡكَٰرِ} (55)

ولما بين تعالى أنه ينصر رسله وينصر المؤمنين في الدنيا والآخرة وضرب المثال في ذلك بحال موسى عليه السلام خاطب بعد ذلك محمداً صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى : { فاصبر } أي : يا أشرف الخلق على أذى قومك كما صبر موسى عليه السلام على أذى فرعون { إن وعد الله } أي : الذي له الكمال كله { حق } أي : في إظهار دينك وإهلاك أعدائك قال الكلبي : نسخت آية القتل آية الصبر ، وقوله تعالى : { واستغفر لذنبك } إما أن يكون المصدر مضافاً للمفعول أي : لذنب أمتك في حقك ، وإما أن يكون ذلك تعبداً من الله تعالى ليزيده به درجة وليصير سنة يستن به من بعده { وسبح بحمد ربك بالعشي } هو من بعد الزوال { والإبكار } قال الحسن رضي الله عنه : يعني صلاة العصر وصلاة الفجر . وقال ابن عباس رضي الله عنهما : الصلوات الخمس وذلك أن العشي من زوال الشمس إلى غروبها والإبكار من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس .