لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{قُل لَّوۡ أَنَّ عِندِي مَا تَسۡتَعۡجِلُونَ بِهِۦ لَقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡۗ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِٱلظَّـٰلِمِينَ} (58)

{ قل لو أن عندي ما تستعجلون به } يعني : من إنزال العذاب . والاستعجال ، المطالبة بالشيء قبل وقته ، فلذلك كانت العجلة مذمومة ، والإسراع تقديم الشيء في وقته ، فلذلك كانت السرعة محمودة . والمعنى : قل يا محمد لهؤلاء المشركين المستعجلين لنزول العذاب لو أن عندي ما تستعجلون به لم أمهلكم ساعة ولكن الله حليم ذو أناة لا يعجل بالعقوبة .

قوله تعالى : { لقضي الأمر بيني وبينكم } يعني لا نفصل ما بيني وبينكم ولأتاكم ما تستعجلون به من العذاب { والله أعلم بالظالمين } يعني أنه أعلم بما يستحقون من العذاب والوقت الذي يستحثونه فيه وقيل علم أنه سيؤمن بعض من كان يستعجل بالعذاب فلذلك أخره عنهم قال والله أعلم بالظالمين وبأحوالهم .