البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{قُل لَّوۡ أَنَّ عِندِي مَا تَسۡتَعۡجِلُونَ بِهِۦ لَقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡۗ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِٱلظَّـٰلِمِينَ} (58)

{ قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم } أي لو كان في قدرتي الوصول إلى ما تستعجلون به من اقتراح الآيات أو من حلول العذاب لبادرت إليه ووقع الانفصال بيني وبينكم .

وروي عن عكرمة في { لقضي الأمر بيني وبينكم } أي لقامت القيامة وما روي عن ابن جريج من أن المعنى لذبح الموت لا يصح ولا له هنا معنى .

وقال الزمخشري و { ما تستعجلون به } من العذاب لأهلكنكم عاجلاً غضباً لربي وامتعاضاً من تكذيبكم به ولتخلصت منكم سريعاً ؛ انتهى .

وهو قول ابن عباس لم أمهلكم ساعة ولأهلكنكم .

{ والله أعلم بالظالمين } الظاهر أن المعنى والله أعلم بكم فوضع الظاهر المشعر بوصفهم بالظلم موضع المضمر ومعنى { أعلم } بهم أي بمجازاتهم ففيه وعيد وتهديد .

وقيل : بتوقيت عقابهم وقيل : بما آل أمرهم من هداية بعض واستمرار بعض .

وقيل : بمن ينبغي أن يؤخذ وبمن يمهل .

وقيل : بما تقتضيه الحكمة من عذابهم .