غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{قُل لَّوۡ أَنَّ عِندِي مَا تَسۡتَعۡجِلُونَ بِهِۦ لَقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡۗ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِٱلظَّـٰلِمِينَ} (58)

51

{ قل لو أن عندي } أي في قدرتي وإمكاني { ما تستعجلون } من العذاب { لقضي الأمر } أمر الإهلاك { بيني وبينكم } عاجلاً غضباً لربي { والله أعلم بالظالمين } فيؤخر عقابهم إلى وقته وأنا لا أعلم ما يجب في الحكمة من وقت عقابهم ومقداره . فإن قلت : أما يناقض هذا قوله { فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا } [ الكهف : 6 ] فإن استعجال الهلاك ينافي الحرص على الإيمان ، لأن من حرص على إيمان أحد حرص على طول حياته طمعاً في إيمانه . قلت : لا ، بل يؤكده لاشتراك كل من الحكمين في الاستعجال اللازم للبشرية في قوله { وكان الإنسان عجولا } [ الإسراء : 11 ] .

/خ60