الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قُل لَّوۡ أَنَّ عِندِي مَا تَسۡتَعۡجِلُونَ بِهِۦ لَقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡۗ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِٱلظَّـٰلِمِينَ} (58)

قوله : ( قل لو أن عندي ما تستعجلون به } الآية [ 59 ] .

المعنى : { قل } يا محمد لهؤلاء الذين يستعجلون العذاب : { أن عندي ما تستعجلون به } من العذاب ، لَجِئتُكم به ، فيُقضى الأمر بيني وبينكم ، ولكن ذلك بيد الله ، وهو أعلم بالظالمين ، أي : متى{[20107]} يهلكهم{[20108]} .

وقيل : معنى{[20109]} { لقضي الأمر بيني وبينكم } : لذُبِحَ الموت ، قاله ابن جريح ، يريد به{[20110]} معنى قول : { وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر }{[20111]} .

يروى{[20112]} أن أهل الجنة والنار إذا استقر كل واحد في موضعه ، أُتِيَ بالموت في صورة /{[20113]} ما شاء الله فيُذْبَح{[20114]} بمرأى{[20115]} من الجميع ، ويقال : يا أهل الجنة خلود لا موت ، ويا أهل النار خلودٌ لا موت . هذا معنى الحديث لا لفظه{[20116]} . فهو الذي قال النبي{[20117]} لهم : { لقضي الأمر } ، وهو التفسير في قوله { وأنذرهم يوم الحسرة }{[20118]} .

{ وبينكم } وقف حسن{[20119]} .


[20107]:ب: متى شاء.
[20108]:انظر: تفسير الطبري 11/400.
[20109]:ج: المعنى.
[20110]:قال الطبري في تفسيره 11/400: (وأحسب أن قائل هذا القول نزع لقوله...) وذكر الآية – التي في سورة مريم – الآتية.
[20111]:مريم آية 38. وانظر: تفسير الطبري 11/400.
[20112]:الظاهر من الخرم في (أ) أنها كما أثبت. ب ج د: روى
[20113]:بعضها مطموس مع بعض الخرم.
[20114]:مخرومة في أ. ج: فتذبح.
[20115]:ب: بمرءاي. ج د: بمرأ.
[20116]:أورد ابن كثير في تفسيره 3/128 هذا الحديث بكامله بروايات، وبين صحته. وأخرجه الترمذي بكامله (في صفة الجنة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة): انظر: جامع الأصول 10/443 وما بعدها.
[20117]:ب ج د: للنبي.
[20118]:مريم 38، وانظر: تفسير ابن كثير 3/128، 129.
[20119]:(كاف، وقيل: تام) في المكتفى 251، وهو كاف في المقصد 34.