فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُل لَّوۡ أَنَّ عِندِي مَا تَسۡتَعۡجِلُونَ بِهِۦ لَقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡۗ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِٱلظَّـٰلِمِينَ} (58)

{ قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم والله أعلم بالظالمين 58 وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين 59 } .

ثم أمره الله سبحانه أن يقول لهم : { قل لو أن عندي ما تستعجلون به } الاستعجال المطالبة بالشيء قبل وقته فلذلك كانت العجلة مذمومة ، والإسراع تقديم الشيء في وقته فلذلك كانت محمودة والمعنى ما تطلبون تعجيله بأن يكون إنزاله بكم مقدور إلي وفي وسعي .

{ لقضي الأمر بيني وبينكم } أي لقضى الله الأمر بيننا بأن ينزله الله سبحانه بكم بسؤالي له وطلبي ذلك أو لو كان العذاب عندي وفي قبضتي لأنزلته بكم وعند ذلك يقضى الأمر بيني وبينكم { والله أعلم بالظالمين } وبالوقت الذي ينزل فيه عذابهم وبما يقتضيه مشيئته من تأخيره استدراجا لهم وإعذارا لهم .