لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيۡهِم بِعِلۡمٖۖ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ} (7)

وقوله تعالى : { فلنقصن عليهم بعلم } يعني : فلنخبرن الرسل ومن أرسلوا إليهم بعلم ويقين بما عملوا في الدنيا { وما كنا غائبين } يعني عنهم وعن أفعالهم وعن الرسل فيما بلغوا وعن الأمم فيما أجابوا .

فإن قلت كيف الجمع بين قوله تعالى : { فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين } وبين قوله { فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين } وإذا كان عالماً فما فائدة هذا السؤال ؟

قلت :فائدة سؤال الأمم والرسل مع علمه سبحانه وتعالى بجميع المعلومات ، التقريع ، والتوبيخ للكفار لأنهم إذ أقروا على أنفسهم كان أبلغ في المقصود ، فأما سؤال الاسترشاد والاستثبات ، فهو منفي عن الله عز وجل ، لأنه عالم بجميع الأشياء قبل كونها وفي حال كونها وبعد كونها ، فهو العالم بالكليات ، والجزئيات ، وعلمه بظاهر الأشياء كعلمه بباطنها .