لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{الٓمٓصٓ} (1)

مقدمة السورة:

نزلت بمكة روي ذلك عن ابن عباس ، وبه قال الحسن ومجاهد وعكرمة وعطاء وجابر بن زيد وقتادة . وروي عن ابن عباس أيضا أنها مكية إلا خمس آيات أولها : وأسألهم عن القرية التي كانت . وبه قال قتادة وقال مقاتل : ثمان آيات في سورة الأعراف مدنية أولها وأسألهم عن القرية إلى قوله وإذا أخذ ربك من بني آدم وهي مائتان وست آيات وثلاثة آلاف وثلاثمائة وخمس وعشرون كلمة وأربعة عشرة ألف حرف عشرة أحرف .

بسِمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ

قوله عز وجل { المص } قال ابن عباس : معناه أنا الله أفصل وعنه أنا الله أعلم وأفصل وعنه أن المص قسم أقسم الله به وهو اسم من أسماء الله تعالى ، وقال قتادة : المص اسم من أسماء القرآن ، وقال الحسن : هو اسم للسورة ، وقال السدي : هو بعض اسمه تعالى المصور ، وقال أبو العالية : الألف مفتاح اسمه الله واللام مفتاح اسمه لطيف والميم مفتاح اسمه مجيد والصاد مفتاح صادق وصبور . وقيل : هي حروف مقطعة استأثر الله تعالى بعلمها وهي سره في كتابه العزيز ، وقيل : هي حروف اسمه الأعظم وقيل هي حروف تحتوي معاني دل الله بها خلقه على مراده وقد تقدم بسط الكلام على معاني الحروف المقطعة أوائل السور في أول سورة البقرة .