لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{لِمَن شَآءَ مِنكُمۡ أَن يَتَقَدَّمَ أَوۡ يَتَأَخَّرَ} (37)

{ لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر } أي يتقدم في الخير والطّاعة أو يتأخر عنهما فيقع في الشر والمعصية ، والمعنى أن الإنذار قد حصل لكل واحد ممن آمن أو كفر ، وقد تمسك بهذه الآية من يرى أن العبد غير مجبور على الفعل وأنه متمكن من فعل نفسه .

وأجيب عنه بأن مشيئته تابعة لمشيئة الله تعالى ؛ وقيل إضافة المشيئة إلى المخاطبين على سبيل التهديد كقوله { اعملوا ما شئتم } وقيل هذه المشيئة لله تعالى ، والمعنى لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر .