غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{لِمَن شَآءَ مِنكُمۡ أَن يَتَقَدَّمَ أَوۡ يَتَأَخَّرَ} (37)

1

ثم قال { لمن شاء } السبق أو هو خبر وما بعده وهو { أن يتقدم أو يتأخر } مبتدأ كقولك لمن توضأ أن يصلي أنه مطلق لمن شاء السعي إلى الخير أو التخلف عنه . " أو " للتهديد كقوله { فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر }

[ الكهف :29 ] ويجوز أن يكون { لمن شاء } بدلاً من قوله { للبشر } أي إنها منذرة للذين إن شاؤا تقدموا ففازوا وإن شاؤا تأخروا فهلكو . واستدلال المعتزلة على أن العبد مختار ظاهر ، والأشاعرة يحملونه على التهديد أو على أن فاعل شاء هو الله سبحانه أي لمن شاء الله منه التقدم أو التأخر . سلمنا أن الفاعل ضمير عائد إلى من لكن مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله لقوله { وما تشاؤن إلا أن يشاء الله } .

/خ56