الآية 37 : وقوله تعالى : { لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر } قيل : هو على التهديد كقوله تعالى : { فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر }[ الكهف : 29 ] وذلك إنما يكون على إثر المبالغة في العظات والتذكير بعواقب الأمور/ 613 – ب/ وقد بالغ[ في ]{[22702]} ذلك في هذه السورة ، وبين عواقب أمور العباد .
ثم قوله عز وجل : { ان يتقدم أو يتأخر } قيل : أن يتقدم إلى طاعة الله أو يتأخر عنها{[22703]} إلى معصية الله تعالى .
والأصل أن المرء جعل على حب[ منافع الخيرات لنفسه ]{[22704]} وعلى بغض الشر والمضار . ومن أحب شيئا طلبه ، ومن أبغض شيئا اجتنبه ، وهرب منه . وإذا طلب[ شيئا ]{[22705]} تقدم إليه ، وإذا هرب من شيء تأخر عنه ، فكنى عن الطلب بالتقدم وعن الهرب بالتأخر .
فقيل في تأويل قوله عز وجل : { أن يتقدم } إلى طاعة الله[ أي تؤدى إليه المنافع في الآخرة ، وتجلب ]{[22706]} إليه المحاسن[ { أو يتأخر } عن طاعته ]{[22707]}إذ في الإعراض عن طاعته إيقاع النفس في المهالك وأنواع الشر .
وجائز أن يكون قوله تعالى : { لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر }[ معناه أن يتقدم ، أو يتأخر ]{[22708]} بتخليق الله تعالى فعل التقدم والتأخر منه ، فيكون فعلا له وكسبا لوجوده في حيز قدرته وخلقا لله تعالى ، فيكون مثل قولنا : لا حجة علينا في إضافة التقدم والتأخر إلينا ، والله الموفق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.