صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَجَعَلَ ٱلۡقَمَرَ فِيهِنَّ نُورٗا وَجَعَلَ ٱلشَّمۡسَ سِرَاجٗا} (16)

{ وجعل القمر فيهن نورا } جعله في سماء الدنيا نورا للأرض ومن فيها . وإنما قال " فيهن " لأنها محاطة بسائر السموات ، فما فيها يكون كأنه في الكل .

أو لأن كل واحدة منها شفافة ؛ فيرى الكل كأنه سماء واحدة ؛ فساغ أن يقال : " فيهن " . والمرجع الإيجاز والملابسة بالكلية والجزئية ، وكونها طباقا شفافة .

{ وجعل الشمس سراجا } يزيل ظلمة الليل ، ويبصر أهل الدنيا في ضوئها كل شيء ؛ وهي في السماء الرابعة .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَجَعَلَ ٱلۡقَمَرَ فِيهِنَّ نُورٗا وَجَعَلَ ٱلشَّمۡسَ سِرَاجٗا} (16)

قوله : { وجعل القمر فيهن نورا } جعل القمر في السماوات وهو في السماء الدنيا فجاز أن يقال فيهن وإن لم يكن في جميعهن . كما يقال : في المدنية كذا وهو في زاوية من زواياها{[4643]} .

والقمر واحد من الكواكب السيارة التي تدور في أفلاكها المقدورة من هذا الفضاء الواسع في هذا الكون الهائل العجيب . وهو بنوره الساطع ينعكس على الأرض ليبعث فيها الضياء فضلا عما يثيره في واقع البشر من ظواهر الأنس والبهجة .

قوله : { وجعل الشمس سراحا } شبهها بالسراح ، لأنها تزيل ظلمة الليل عن وجه الأرض كما يزيل سراج البيت الظلمة عما حوله . والشمس مصدر الحياة والنشاط والنمو والخير للأرض ومن عليها ، فهي تنشر في الدنيا الإشراق والضياء والدفء وغير ذلك من وجوه المنافع الكثيرة .


[4643]:الدر المصون جـ 10 ص 471.