صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{إِلَّا مَنِ ٱرۡتَضَىٰ مِن رَّسُولٖ فَإِنَّهُۥ يَسۡلُكُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ رَصَدٗا} (27)

{ إلا من ارتضى من رسول . . . } فإنه يظهره على ما شاء من غبيه ؛ ليكون إخباره عنه معجزة له دالة على صدقة ، وليخبر الناس بما يتعلق منه برسالته وشئون الآخرة من البعث والحساب والجزاء والخلود . فإذا أراد سبحانه إظهاره عليه يسلك من جميع جوانبه حرسا من الملائكة يحرسونه من تعرض الجن لما يريد إظهاره عليه ؛ لئلا يسترقوه ويهمسوا له إلى الكهنة قبل أن يبلغه الرسول . وليحفظوه من وساوس الجن وتخاليطهم حتى يبلغ رسالة ربه إلى الناس

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِلَّا مَنِ ٱرۡتَضَىٰ مِن رَّسُولٖ فَإِنَّهُۥ يَسۡلُكُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ رَصَدٗا} (27)

قوله : { إلا من ارتضى من رسول } لا يطلع أحد على الغيب إلا من ارتضى الله له ذلك من النبيين والملائكة فيطلعهم على ما يشاء من الغيب ويستدل من ذلك على أنه لا يعلم الغيب أحد سوى الله . ثم استثنى الله من ارتضاه من رسول . سواء كان الرسول ملكا ، أو كان من البشر . هؤلاء قد أودعهم الله ما شاء من الغيب بطريق الوحي إليهم ليكون لهم معجزة تشهد على صدق نبوتهم . أما غير هؤلاء من الخلق فلم يؤت شيئا من علم الغيب .

قوله : { فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا } أي يرسل الله من أمام الذي ارتضاه لعلم الغيب أو الرسالة ، ومن خلفه { رصدا } أي حرسا أو حفظة أو معقبات من الملائكة يحرسونه ويحفظونه من الشياطين ، إذ يطردونهم عنه فيعصمونه من تخاليطهم ووساوسهم حتى يبلّغ ما حمّل من أمانة الرسالة والوحي . وقيل : ما بعث الله نبيا إلا ومعه ملائكة يحرسونه من الشياطين أن يتشبهوا بصورة الملك . والرصد معناه في اللغة الحرس . ويستوي فيه الواحد والجمع . والترصد معناه الترقب{[4663]} .


[4663]:مختار الصحاح ص 244.