التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{إِلَّا مَنِ ٱرۡتَضَىٰ مِن رَّسُولٖ فَإِنَّهُۥ يَسۡلُكُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ رَصَدٗا} (27)

قوله : { إلا من ارتضى من رسول } لا يطلع أحد على الغيب إلا من ارتضى الله له ذلك من النبيين والملائكة فيطلعهم على ما يشاء من الغيب ويستدل من ذلك على أنه لا يعلم الغيب أحد سوى الله . ثم استثنى الله من ارتضاه من رسول . سواء كان الرسول ملكا ، أو كان من البشر . هؤلاء قد أودعهم الله ما شاء من الغيب بطريق الوحي إليهم ليكون لهم معجزة تشهد على صدق نبوتهم . أما غير هؤلاء من الخلق فلم يؤت شيئا من علم الغيب .

قوله : { فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا } أي يرسل الله من أمام الذي ارتضاه لعلم الغيب أو الرسالة ، ومن خلفه { رصدا } أي حرسا أو حفظة أو معقبات من الملائكة يحرسونه ويحفظونه من الشياطين ، إذ يطردونهم عنه فيعصمونه من تخاليطهم ووساوسهم حتى يبلّغ ما حمّل من أمانة الرسالة والوحي . وقيل : ما بعث الله نبيا إلا ومعه ملائكة يحرسونه من الشياطين أن يتشبهوا بصورة الملك . والرصد معناه في اللغة الحرس . ويستوي فيه الواحد والجمع . والترصد معناه الترقب{[4663]} .


[4663]:مختار الصحاح ص 244.