الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{إِلَّا مَنِ ٱرۡتَضَىٰ مِن رَّسُولٖ فَإِنَّهُۥ يَسۡلُكُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ رَصَدٗا} (27)

{ إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى } اصطفى { مِن رَّسُولٍ } فإنه يصطفيه ويُطلعه على ما يشاء من الغيب .

{ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ } ذكر بعض الجهات دلالة على جميعها { رَصَداً } حفظة من الملائكة يحفظونه من الشياطين واستماع الجن ليلا يسترقوه فيلقوه إلى كهنتهم .

قال سعيد بن المسيب : { رَصَداً } أربعة من الملائكة حفظة . قال مقاتل وغيره : كان الله إذا بعث رسولا أتاه إبليس في صورة جبرائيل يخبره ، فبعث الله من بين يديه ومن خلفه رصداً من الملائكة يحرسونه ويطردون الشيطان ، فإذا جاءه شيطان في صورة ملك ، قالوا : هذا شيطان فاحذر ، وإذا جاءه ملك ، قالوا : هذا رسول ربّك .