غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{إِلَّا مَنِ ٱرۡتَضَىٰ مِن رَّسُولٖ فَإِنَّهُۥ يَسۡلُكُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ رَصَدٗا} (27)

1

{ ومن رسول } بيان { لمن ارتضى } وفيه أن الإنسان المرتضى للنبوة قد يطلعه الله تعالى على بعض غيوبه ، وعلم الكهنة والمنجمين ظن وتخمين فلا يدخل فيه ، وعلم الأولياء إلهامي لا يقوى قوة علوم الأنبياء كنور القمر بالنسبة إلى ضياء الشمس . وهاهنا أسرار لا أحب إظهارها فلنرجع إلى التفسير . قوله { فإنه يسلكه } الأكثرون على أن الضمير لله سبحانه . وسلك بمعنى أسلك . { رصداً } مفعول أي يدخل الله من أمام المرتضى ووزائه حفظة يحرسونه من الشياطين أن يتشبهوا بصورة الملك . وفي الكلام إضمار التقدير . إلا من ارتضى من رسول فإنه يطلعه على غيبه بطريق الوحي ثم يسلك . وقيل : الضمير للمرتضى وسلك بمعنى سار وفاعله الملائكة { ورصداً } حال .

/خ28