الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{إِلَّا مَنِ ٱرۡتَضَىٰ مِن رَّسُولٖ فَإِنَّهُۥ يَسۡلُكُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ رَصَدٗا} (27)

قوله : { إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى } : يجوزُ أَنْ يكونَ منقطعاً أي : لكن مَنْ ارتضاه فإنه يُظْهِرُه على ما يشاءُ مِنْ غَيْبِه بالوَحْيِ . وقولُه : " مِنْ رسولٍ " بيانٌ للمُرْتَضِيْنَ .

وقوله : { فَإِنَّهُ يَسْلُكُ } بيانٌ لذلك . وقيل : هو متصلٌ . و " رَصَداً " قد تقدَّم الكلامُ عليه . ويجوزُ أَنْ تكونَ " مَنْ " شرطيةً أو موصولةً متضمِّنَةً معنى الشرط . وقوله : " فإنَّه " خبرُ المبتدأ على القولَيْنِ . وهو من الاستثناءِ المنقطعِ أيضاً ، أي : لكن . والمعنى : لكنْ مَنْ ارتضاه من الرُّسُلِ فإنه يَجْعَلُ له ملائكةً رَصَداً يَحْفظونه .