النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{طَلۡعُهَا كَأَنَّهُۥ رُءُوسُ ٱلشَّيَٰطِينِ} (65)

{ طلعها كأنه رؤُوس الشياطين } يعني بالطلع الثمر ، فإن قيل فكيف شبهها برؤوس الشياطين وهم ما رأوها ولا عرفوها ؟

قيل عن هذا أربعة أجوبة :

أحدها : أن قبح صورتها مستقر في النفوس وإن لم تشاهد فجاز أن يشبهها بذلك لاستقرار قبحها في نفوسهم كما قال امرؤ القيس :

أيقتلني والمشرفيّ مضاجعي *** ومسنونةٍ زُرقٍ كأنياب أغوال{[2341]}

فشببها بأنياب الأغوال وإن لم يرها الناس .

الثاني : أنه أراد رأس حية تسمى عند العرب شيطاناً وهي قبيحة الرأس .

الثالث : أنه أراد شجراً يكون بين مكة واليمن يسمى رؤوس الشياطين ، قاله مقاتل .


[2341]:المسنونة الزرق سهام محددة الأزجة صافية.