الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{طَلۡعُهَا كَأَنَّهُۥ رُءُوسُ ٱلشَّيَٰطِينِ} (65)

ثم قال تعالى ذكره{[57364]} : { طلعها كأنه رؤوس الشياطين } أي : طلعها في قبحه وسماجته{[57365]} كرؤوس الشياطين ، وهذا تمثيل لأنهم لم يكونوا يرون الشياطين ولكن من شأن العرب أنها إذا تبالغت في صفة القبح والسماجة قالت : كأنه رأس شيطان ، فخوطبوا بما يعقلون وما يجري بينهم ويفهمون .

وقيل : بل مثل لهم الطلع بما يعرفون وذلك أن ضربا من الحيات قباح الصور والمناظر يقال لها شيطان{[57366]} ، فشبهت لهم الطلع{[57367]} بذلك{[57368]} .

وقيل{[57369]} : الشياطين نبت باليمن قبيح المنظر{[57370]} يقال له : الأستن والشيطان{[57371]} شبه الطلع به ، وطلعها{[57372]} ثمرها كأنه{[57373]} أول ما يخرج .


[57364]:المصدر السابق نفسه
[57365]:سمج الشيء بالضم قبح يسمج سماجة إذا لم يكن فيه ملاحة وهو سميج لميج وسمج لمج انظر: اللسان مادة سمج 2/300
[57366]:انظر: معاني الفراء 2/387 ومعاني الزجاج 4/306 والجامع للقرطبي 15/87
[57367]:ب: "طلع" وهو مثبت في الطرة
[57368]:ساقط من ب
[57369]:المصدر السابق نفسه
[57370]:ب: "المناظر"
[57371]:ورد في هذا القول غير منسوب في الكامل للمبرد 2/69 والجامع للقرطبي 15/87 وقد جاء في اللسان مادة "ستن" 13/203: "الأستن هو أصول الشجر البالي.. وقيل هو شجر يفشو في منابته ويكثر، وإذا نظر الناظر إليه من بعد شبهه بشخوص الناس"
[57372]:ب: "فطلعها"
[57373]:ب: "كأنها"