الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{طَلۡعُهَا كَأَنَّهُۥ رُءُوسُ ٱلشَّيَٰطِينِ} (65)

وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه رضي الله عنه في قوله { طلعها كأنه رؤوس الشياطين } قال : شعور الشياطين ، قائمة إلى السماء .

وأخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد الزهد وابن المنذر عن أبي عمران الجوني رضي الله عنه قال : بلغنا أن ابن آدم لا ينهش من شجرة الزقوم نهشة إلا نهشت منه مثلها .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : مر أبو جهل برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس ، فلما نفد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى } [ القيامة : 34-35 ] فسمع أبو جهل فقال : من توعد يا محمد ؟ قال : إياك فقال : بم توعدني ؟ فقال : أوعدك بالعزيز الكريم فقال أبو جهل : أليس أنا العزيز الكريم ؟ فأنزل الله { إن شجرة الزقوم طعام الأثيم } [ الدخان : 43 ] إلى قوله { ذق إنك أنت العزيز الكريم } فلما بلغ أبا جهل ما نزل فيه ، جمع أصحابه ، فأخرج إليهم زبداً وتمراً فقال : تزقموا من هذا ، فوالله ما يتوعدكم محمداً إلا بهذا ، فأنزل الله { إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم } إلى قوله { ثم إن لهم عليها لشوباً من حميم } فقال : في الشوب إنها تختلط باللبن ، فتشوبه بها { فإن لهم } على ما يأكلون { لشوباً من حميم } .

وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لو أن قطرة من زقوم جهنم أنزلت إلى الأرض لأفسدت على الناس معايشهم .