صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{إِنَّمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا لَعِبٞ وَلَهۡوٞۚ وَإِن تُؤۡمِنُواْ وَتَتَّقُواْ يُؤۡتِكُمۡ أُجُورَكُمۡ وَلَا يَسۡـَٔلۡكُمۡ أَمۡوَٰلَكُمۡ} (36)

{ لعب ولهو } باطل وغرور ، لا ثبات لها ولا اعتداد بها ، فكيف تمنعكم عن طلب نعيم الآخرة والسعي إليه ؟ .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِنَّمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا لَعِبٞ وَلَهۡوٞۚ وَإِن تُؤۡمِنُواْ وَتَتَّقُواْ يُؤۡتِكُمۡ أُجُورَكُمۡ وَلَا يَسۡـَٔلۡكُمۡ أَمۡوَٰلَكُمۡ} (36)

ثم أكد على المؤمنين بأنه لا ينبغي الحِرصُ على الدنيا فإنها ظلٌّ زائل ، وما هذه الحياة إلا لعب ولهو .

{ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلاَ يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ } إلا القليل النزر الذي فيه إصلاح المجتمع للمعونة على القيام بالمرافق العامة .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{إِنَّمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا لَعِبٞ وَلَهۡوٞۚ وَإِن تُؤۡمِنُواْ وَتَتَّقُواْ يُؤۡتِكُمۡ أُجُورَكُمۡ وَلَا يَسۡـَٔلۡكُمۡ أَمۡوَٰلَكُمۡ} (36)

وقوله { ولا يسألكم أموالكم } أي لا يسألكم محمد عليه السلام أموالكم أجرا على تبليغ الرسالة

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِنَّمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا لَعِبٞ وَلَهۡوٞۚ وَإِن تُؤۡمِنُواْ وَتَتَّقُواْ يُؤۡتِكُمۡ أُجُورَكُمۡ وَلَا يَسۡـَٔلۡكُمۡ أَمۡوَٰلَكُمۡ} (36)

قوله تعالى : " إنما الحياة الدنيا لعب ولهو " تقدم في " الأنعام{[13969]} . " وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم " شرط وجوابه . " ولا يسألكم أموالكم " أي لا يأمركم بإخراج جميعها في الزكاة ، بل أمر بإخراج البعض . قاله أين عيينة وغيره . وقيل : " لا يسألكم أموالكم " لنفسه أو لحاجة منه إليها ، إنما يأمركم بالإنفاق في سبيله ليرجع ثوابه إليكم . وقيل : " لا يسألكم أموالكم " إنما يسألكم أمواله ، لأنه المالك لها وهو المنعم بإعطائها . وقيل : ولا يسألكم محمد أموالكم أجرا على تبليغ الرسالة . نظيره : " قل ما أسألكم عليه من أجر " {[13970]} [ الفرقان : 57 ] الآية .


[13969]:راجع ج 1 ص 414.
[13970]:آية 57 سورة الفرقان.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا لَعِبٞ وَلَهۡوٞۚ وَإِن تُؤۡمِنُواْ وَتَتَّقُواْ يُؤۡتِكُمۡ أُجُورَكُمۡ وَلَا يَسۡـَٔلۡكُمۡ أَمۡوَٰلَكُمۡ} (36)

ولما أتم العلة الأولى أقبل على الثانية الصادة{[59935]} عن الطاعة القائدة إلى المعصية الملائمة للشهوة المبطلة للأعمال الموجبة للتهاون المؤدي إلى عدم المغفرة ، فقال مرغباً في طاعته الموجبة للفوز الدائم ببيان قصر أيام المحنة وتجرع مرارات المشقة : { إنما الحياة } {[59936]}وأشار إلى دناءتها تنفيراً عنها بقوله : { الدنيا } ولما كان مطلق العلو موجباً لأعظم اللذاذة فكيف إذا كان موجبه الدين الضامن لدوام اللذة موصولاً{[59937]} دنيويها بأخرويها ، وكان اللعب ما ينشأ من زيادة البسط وينقضي بسرعة مع دلالته على الخفة{[59938]} كالرقص ، قدمه إشارة إلى أن العاقل من يسعى في زيادة بسط{[59939]} يحمل على الرزانة{[59940]} ويدوم ، وأتبعه{[59941]} اللهو {[59942]}لأنه ما{[59943]} يستجلب به السرور كالغنا إشارة إلى أنه إن كان المراد بالدنيا زيادة بسطها فهو ينقضي بسرعة ، مع ما فيه من الرعونة ، وإن كان المراد أصل البسط والسرور فعندكم منه بالعلو الحاصل لكم بالجهاد ما هو في غاية العظمة والجد والثبات فلا سفه أعظم من العدول عنه إلى ما إن سر حمل-{[59944]} على الطيش{[59945]} وانقضى بسرعة ، فقال : { لعب } أي أعمال-{[59946]} ضائعة سافلة تزيد في السرور و{[59947]}يسرع اضمحلاله ، فيبطل من غير ثمرة { ولهو } أي مشغلة يطلب بها إثارة اللذة كالغنا وحيرة{[59948]} وغفلة ، فإن تتبعوها تكفروا وتبطروا وتجترئوا{[59949]} على الله ، وإن تكفروا به وتجترئوا عليه-{[59950]} تبطل أجوركم فلا يكون لكم أجر-{[59951]} ولا مال لأنه يبطل أعمالكم وأموالكم بكونها تصير صوراً لا معاني لها .

ولما صور سبحانه الدنيا بألذ صورها عند الجاهل وأمضها عند العاقل ، وحاصله{[59952]} أنها زيادة سرور لمن كان مسروراً ، واستجلاب له{[59953]} لمن كان مضروراً ، لكنه سريع الانصرام بخلاف ثمرة{[59954]} الاجتماع على الدين من سرور العلو بالإسلام ، فإنه باق على الدوام ، علم أن التقدير بناء على ما تبع وصف الدنيا ، {[59955]}والآخرة{[59956]} جد وعمل وحضور فإن تقبلوا عليها تؤمنوا وتتقوا فلا تخدعنكم الدنيا على دناءتها{[59957]} عن نيل الآخرة بالجهاد الأكبر والأصغر{[59958]} على شرفها{[59959]} وشرفه ، قال بانياً على ما أرشد السياق إلى تقديره-{[59960]} : { وإن تؤمنوا وتتقوا } أي تخافوا فتجعلوا بينكم وبين غضبه سبحانه وقاية من جهاد أعدائه ومقاساة لفح إيقاد الحروب وحر الأمر بالمعروف وإنفاق الأموال في ذلك ، فتكونوا جادين فتتركوا اللهو واللعب القائدين إلى الكفر { يؤتكم } أي الله الذي فعلتم ذلك من أجله في الدار الآخرة { أجوركم } أي ثواب كل أعمالكم لبنائها على الأساس ولأنه غني لا ينقصه إلا عطاء ، والآية من الاحتباك : ذكر الحياة الدنيا واللهو واللعب أولاً دال{[59961]} على ذكر الآخرة والجد ثانياً ، وذكر الإيمان والتقوى ثانياً دال{[59962]} على حذف ضدهما الكفران والجرأة أولاً ، وسره أن تصوير الشيء بحال الصبي والسفيه أشد في الزجر عنه عند ذوي الهمم العالية ، وذكر الأجر المرتب على الخوف الذي هو فعل الحزمة{[59963]} أعون على تركه .

ولما كان الملعوب به الملهو{[59964]} منه يسأل اللاعب{[59965]} اللاهي من ماله ، ولا يقنع عند سؤاله ، فيكون سبباً لضياع أعماله وأمواله ، بين أن-{[59966]} المعبود بخلاف ذلك في الأمرين ، وأنه يعطي ولا يأخذ لنفسه شيئاً وإنما أخذه أمره{[59967]} بمواصلة بعضكم لبعض فقال تعالى : { ولا يسئلكم } أي الله-{[59968]} في الدنيا { أموالكم * } أي لنفسه ولا كلها ، وهذا مفهم لأنهم إن لم يتقوا بما ذكر سلط عليهم من يأخذ أموالهم بما يخرج أضغانهم ، قال ابن برجان : ومتى سئلوا أموالهم بخلوا ، فإن أكرهوا على ذلك أشحنوا ضغائن وحقائد ، ولم يكن من الإمام لهم نصيحة ولا منهم للإمام ولا لبعضهم لبعض ، وكان الخلاف ، و-{[59969]}في ذلك الحالقة ، وهو إنذار منه سبحانه بما يكون بعد ، وما أنذر شيئاً إلا كان منه ما شاء الله .


[59935]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: الصادرة.
[59936]:زيد في الأصل و ظ و م: الدنيا.
[59937]:زيد من ظ و م ومد.
[59938]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: الجنة.
[59939]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: بسطه.
[59940]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: المواوزه.
[59941]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: يتبعه.
[59942]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: فإنه مما.
[59943]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: فإنه مما.
[59944]:زيد من مد.
[59945]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: البطش.
[59946]:زيد من م ومد.
[59947]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: ما.
[59948]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: حسرة.
[59949]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: تنختروا.
[59950]:زيد من ظ و م ومد.
[59951]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: حاله.
[59952]:زيد من م ومد.
[59953]:في م ومد: أثمره.
[59954]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: بالآخرة.
[59955]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: بالآخرة.
[59956]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: بالآخرة.
[59957]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: وقاتها.
[59958]:زيدت الواو في الأصل ولم تكن في ظ و م ومد فحذفناها.
[59959]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: سرفها.
[59960]:زيد من ظ و م ومد.
[59961]:من ظ و م، وفي الأصل:دلالة.
[59962]:من ظ و م، وفي الأصل:دلالة.
[59963]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: الحربه.
[59964]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: اللهو.
[59965]:زيدت الواو في الأصل و ظ و م ولم تكن في مد فحذفناها.
[59966]:زيد من مد.
[59967]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: أمر.
[59968]:زيد من م ومد.
[59969]:زيد من ظ و م ومد.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِنَّمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا لَعِبٞ وَلَهۡوٞۚ وَإِن تُؤۡمِنُواْ وَتَتَّقُواْ يُؤۡتِكُمۡ أُجُورَكُمۡ وَلَا يَسۡـَٔلۡكُمۡ أَمۡوَٰلَكُمۡ} (36)

قوله تعالى : { إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ولا يسئلكم أموالكم 36 إن يسئلكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم 37 هاأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم مّن يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم } .

يبين الله لعباده هوان الدنيا ليحذرهم الاغترار بها أو التلهي بمتاعها الفاني ، فإن الدنيا بما فيها من زينة وأموال ومباهج ، كل ذلك صائر إلى زوال وحطام . وهو قوله : { إنما الحياة الدنيا لعب ولهو } ليست الدنيا بزينتها وزخرفها وخيراتها غير لهو يتلهى به الناس وهم ساهون تائهون ، وغير لعب يتفنن في التلبس به الغافلون السادرون في الضلالة والعماية والهوى .

قوله : { وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتيكم أجوركم } يعني إن تؤمنوا بالله ورسله واليوم الآخر وتجتنبوا الكفر والمعاصي يؤتكم جزاء ذلك خيرا وثوابا .

قوله : { ولا يسألكم أموالكم } الله غني عن أموالكم فلا يطلبها منكم أجرا على تبليغ الرسالة . وقيل : لا يأمركم بإخراج أموالكم كلها . بل يأمركم بإخراج القليل منها وهي الزكاة . والمعنى الأول أظهر .