البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{إِنَّمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا لَعِبٞ وَلَهۡوٞۚ وَإِن تُؤۡمِنُواْ وَتَتَّقُواْ يُؤۡتِكُمۡ أُجُورَكُمۡ وَلَا يَسۡـَٔلۡكُمۡ أَمۡوَٰلَكُمۡ} (36)

{ إنما الحياة الدنيا لعب ولهو } : وهو تحقير لأثر الدنيا ، أي فلا تهنوا في الجهاد .

وأخبر عنها بذلك ، باعتبار ما يختص بها من ذلك ؛ وأما ما فيها من الطاعة وأمر الآخرة فليس بذلك .

{ يؤتكم أجوركم } : أي ثواب أعمالكم من الإيمان والتقوى ، { ولا يسألكم أموالكم } .

قال سفيان بن عيينة : أي كثيراً من أموالكم ، إنما يسألكم ربع العشر ، فطيبوا أنفسكم .

وقيل : لا حاجة إليها ، بل يرجع ثواب إنفاقكم إليكم .

وقيل : إنما يسألكم أمواله ، لأنه هو المالك لها حقيقة ، وهو المنعم بإعطائها .

وقيل : الضمير في يسألكم للرسول ، أي لا يسألكم أجراً على تبليغ الرسالة ، كما قال : { قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين }