لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{إِنَّمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا لَعِبٞ وَلَهۡوٞۚ وَإِن تُؤۡمِنُواْ وَتَتَّقُواْ يُؤۡتِكُمۡ أُجُورَكُمۡ وَلَا يَسۡـَٔلۡكُمۡ أَمۡوَٰلَكُمۡ} (36)

حض على الآخرة بذم الدنيا فقال تعالى : { إنما الحياة الدنيا لعب ولهو } أي باطل وغرور يعني كيف تمنعكم الدنيا عن طلب الآخرة وقد علمتم أن الدنيا كلها لعب ولهو إلا ما كان منها في عبادة لله عز وجل وطاعته واللعب ما يشغل الإنسان وليس فيه منفعة في الحال ولا في المآل ثم إذا استعمله الإنسان ولم يشغله عن غيره ولم ينسه أشغله المهمة فهو اللعب وإن أشغله عن مهمات نفسه فهو اللهو { وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم } يعني يؤتكم جزاء أعمالكم في الآخرة { ولا يسألكم أموالكم } يعني أن الله تعالى لا يسأل من العباد أموالهم لإيتاء الأجر عليهم ، بل يأمرهم بالإيمان والتقوى والطاعة ليثيبهم عليها الجنة . وقيل : معناه ولا يسألكم محمد صلى الله عليه وسلم أموالكم وقيل : معناه لا يسألكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أموالكم كلها في الصدقات إنما يسألكم غيضاً من فيض وهو ربع العشر من أموالكم وهو زكاة أموالكم ثم ترد عليكم ليس لله ورسوله فيها حاجة إنما فرضها الله تعالى في أموال الأغنياء وردها على الفقراء فطيبوا بإخراج الزكاة أنفسكم . وإلى هذا القول ذهب سفيان بن عيينة .