فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا لَعِبٞ وَلَهۡوٞۚ وَإِن تُؤۡمِنُواْ وَتَتَّقُواْ يُؤۡتِكُمۡ أُجُورَكُمۡ وَلَا يَسۡـَٔلۡكُمۡ أَمۡوَٰلَكُمۡ} (36)

{ إنما الحياة الدنيا لعب ولهو } أي باطل وغرور ، لا أصل لشيء منها ، ولا ثبات له ، ولا اعتداد به ، تنقطع في أسرع مدة فكيف تمنعكم عن طلب الآخرة ؟ واللعب ما يشغل الإنسان ، وليس فيه منفعة في الحال ولا في المال ثم إذا استعمله الإنسان ولم يشغله عن غيره ولم ينسه أشغاله المهمة فهو اللعب ، وإن أشغله عن مهمات نفسه فهو اللهو { وإن تؤمنوا } بالله { وتتقوا } الكفر والمعاصي { يؤتكم أجوركم } أي جزاء ذلك في الآخرة والأجر الثواب على الطاعة .

{ ولا يسألكم أموالكم } أي : لا يأمركم بإخراجها جميعها في الزكاة وسائر وجوه الطاعات ، بل أمركم بإخراج القليل منها غيضا من فيض ، أي ربع العشر وهو الزكاة ، وبه قال ابن عيينة وغيره ، وقيل : المعنى ولا يسألكم أموالكم ، إنما يسألكم أمواله لأنه أملك لها ، وهو المنعم عليكم بإعطائها وقيل : لا يسألكم محمد صلى الله عليه وسلم أموالكم أجرا على تبليغ الرسالة ، كما في قوله : { وما أسألكم عليه من أجر } والأول أولى .