السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِنَّمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا لَعِبٞ وَلَهۡوٞۚ وَإِن تُؤۡمِنُواْ وَتَتَّقُواْ يُؤۡتِكُمۡ أُجُورَكُمۡ وَلَا يَسۡـَٔلۡكُمۡ أَمۡوَٰلَكُمۡ} (36)

{ إنما الحياة } وأشار إلى دناءتها تنفيراً عنها بقوله : { الدنيا } أي : الاشتغال بها { لعب } أي : أعمال ضائعة سافلة تزيد في السرور ما يسرع اضمحلاله فيبطل من غير ثمرة { ولهو } أي : مشغلة يطلب بها إثارة اللذة كالغناء { وإن تؤمنوا وتتقوا } أي : تخافوا فتجعلوا بينكم وبين غضبه سبحانه وتعالى وقاية من جهاد أعدائه ، وذلك من أعمال الآخرة { يؤتكم } أي : الله سبحانه الذي فعلتم ذلك من أجله في الدار الآخرة { أجوركم } أي : ثواب كل أعمالكم ببنائها على الأساس ، ولأنه غنيّ لا ينقصه الإعطاء { ولا يسألكم } أي : الله في الدنيا { أموالكم } أي : لنفسه ولا كلها لغيره ، بل يقتصر على جزء يسير مما تفضل به عليكم كربع العشر وعشره .