صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{تَرَى ٱلظَّـٰلِمِينَ مُشۡفِقِينَ مِمَّا كَسَبُواْ وَهُوَ وَاقِعُۢ بِهِمۡۗ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فِي رَوۡضَاتِ ٱلۡجَنَّاتِۖ لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمۡۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡكَبِيرُ} (22)

{ ترى الظالمين مشفقين . . . } أي تراهم يوم القيامة خائفين خوفا شديدا مما كسبوه في الدنيا من السيئات ؛ والعذاب عليه واقع بهم لا محالة . { في روضات الجنات } في أشرف بقاعها وأطيبها وأنزهها . جمع روضة ؛ وهي الموضع النزه الكثير الماء والخضرة ؛ ولا تقول العرب لمواضع الأشجار ؛ رياض .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{تَرَى ٱلظَّـٰلِمِينَ مُشۡفِقِينَ مِمَّا كَسَبُواْ وَهُوَ وَاقِعُۢ بِهِمۡۗ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فِي رَوۡضَاتِ ٱلۡجَنَّاتِۖ لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمۡۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡكَبِيرُ} (22)

روضات الجنات : أطيبُ بقاعها وأجملها .

وترى يوم القيامة الظالمين خائفين أشدّ الخوف مما كسَبوا من السيئات ، فالعذاب واقعٌ بهم . وفي المقابل ترى الذين آمنوا وعملوا الصالحات متمتعين في أطيبِ بقاع الجنّات ، لهم ما يتمنّون من النعيم عند ربهم .

{ ذَلِكَ هُوَ الفضل الكبير }

ذلك هو الجزاء العظيم الذي أعطاهم إياه ربهم ، وهو الذي يفوق كل كرامة في الدنيا .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{تَرَى ٱلظَّـٰلِمِينَ مُشۡفِقِينَ مِمَّا كَسَبُواْ وَهُوَ وَاقِعُۢ بِهِمۡۗ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فِي رَوۡضَاتِ ٱلۡجَنَّاتِۖ لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمۡۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡكَبِيرُ} (22)

{ ترى الظالمين } المشركين يوم القيامة { مشفقين } خائفين { مما كسبوا } أي من جزائه { وهو واقع بهم } لا محالة

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{تَرَى ٱلظَّـٰلِمِينَ مُشۡفِقِينَ مِمَّا كَسَبُواْ وَهُوَ وَاقِعُۢ بِهِمۡۗ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فِي رَوۡضَاتِ ٱلۡجَنَّاتِۖ لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمۡۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡكَبِيرُ} (22)

قوله تعالى : " ترى الظالمين مشفقين " أي خائفين " مما كسبوا " أي من جزاء ما كسبوا . والظالمون ها هنا الكافرون ، بدليل التقسيم بين المؤمن والكافر . " وهو واقع بهم " أي نازل بهم . " والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات " الروضة : الموضع النَّزِه الكثير الخضرة . وقد مضى في " الروم " {[13496]} . " لهم ما يشاؤون عند ربهم " أي من النعيم والثواب الجزيل . " ذلك هو الفضل الكبير " أي لا يوصف ولا تهتدي العقول إلى كنه صفته ؛ لأن الحق إذا قال كبير فمن ذا الذي يقدر قدره .


[13496]:راجع ج 14 ص 11.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{تَرَى ٱلظَّـٰلِمِينَ مُشۡفِقِينَ مِمَّا كَسَبُواْ وَهُوَ وَاقِعُۢ بِهِمۡۗ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فِي رَوۡضَاتِ ٱلۡجَنَّاتِۖ لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمۡۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡكَبِيرُ} (22)

ولما علم من هذا السياق كما ترى أنه لا بد من الفصل ، وأن الفصل لا يكون إلا يوم القيامة ، قال شارحاً للفصل بين الفريقين في ذلك اليوم مقبلاً على خطاب أعلى الخلق إشارة إلى أن هذا لا يفهمه حق الفهم ويوقن به حق الإيقان غيره صلى الله عليه وسلم ، أو يكون المراد كل من يصح أن يخاطب إشارة إلى أن الأمر في الوضوح بحيث لا يختص به أحد دون أحد فقال : { ترى } أي في ذلك اليوم الذي لا يشك فيه عاقل لما له من الأدلة الفطرية الأولية والعقلية والنقلية { الظالمين } أي الواضعين الأشياء في غير مواضعها { مشفقين } أي خائفين أشد الخوف كما هو حال من يحاسبه من هو أعلى منه وهو مقصر . ولما كان الكلام في الذين ظلمهم صفة راسخة لهم ، كان من المعلوم أن كل عملهم عليهم ، فلذلك عبر بفعل الكسب مجرداً فقال : { مما كسبوا } أي عملوا معتقدين لأنه غاية ما ينفعهم { وهو } أي جزاؤه ووباله الذي هو من جنسه حتى كأنه هو { واقع بهم } لا محالة من غير أن يزيدهم خوفهم إلا عذاباً في غمرات النيران ، ذلك هو الخسران المبين ، ذلك الذي ينذر به الذين ظلموا { والذين آمنوا } يصح أن يكون معطوفاً على مفعول { ترى } وأن يكون معطوفاً على جميع الجملة فيكون مبتدأ { وعملوا الصالحات } وهي التي أذن الله فيها غير خائفين مما كسبوا لأنهم مأذون لهم في فعله وهو مغفور لهم ما فرطوا فيه { في روضات الجنات } أي في الدنيا بما يلذذهم الله به من لذائد الأقوال والأعمال والمعارف والأحوال ، وفي الآخرة حقيقة بلا زوال { لهم ما يشاؤون } أي دائماً أبداً كائن ذلك لكونه في غاية الحفظ والتربية والتنبيه على مثل هذا الحفظ لفت إلى صفة الإحسان ، فقال : { عند ربهم } أي الذي لم يوصلهم إلى هذا الثواب العظيم إلا حسن تربيته لهم ، ولطف بره بهم على حسب ما رباهم .

ولما ذكر ما لهم من الجزاء عظمه فقال : { ذلك } أي الجزاء العظيم الرتبة الجليل القدر { هو } لا غيره { الفضل } أي الذي هو أهل لأن يكون فاضلاً عن كفاية صاحبه ، ولو بالغ في الإنفاق { الكبير * } الذي ملأ جميع جهات الحاجة وصغر عنده كل ما ناله غيرهم من هذا الحطام ، فالآية كما ترى من الاحتباك : أثبت الإشفاق أولاً دليلاً على حذف الأمن ثانياً ، والجنات ثانياً دليلاً على حذف النيران أولاً .