{ تَرَى الظَّالِمِينَ } خطاب لكل من تتأتى منه الرؤية { مُشْفِقِينَ } أي خائفين وجلين { مِمَّا كَسَبُوا } من السيئات وذلك الخوف والوجل يوم القيامة { وَهُوَ } الضمير راجع إلى ما كسبوا بتقدير مضاف ، قاله الزجاج ، أي وجزاء ما كسبوا { وَاقِعٌ بِهِمْ } نازل عليهم لا محالة أشفقوا أو لم يشفقوا ، والجملة حالية ، ولما ذكر الله سبحانه حال الظالمين ذكر حال المؤمنين فقال :
{ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } مبتدأ وخبره { فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ } جمع روضة قال أبو حيان : اللغة الكثيرة تسكين الواو ، ولغة هذيل فتحها والروضة الموضع النزه الكثير الخضرة ، وقد مضى بيان هذا في سورة الروم وروضة الجنة أطيب مساكنها كما أنها في الدنيا أحسن أمكنتها ، وفيه تنبيه على أن عصاة المسلمين من أهل الجنة لأنه خص الذين آمنوا وعملوا الصالحات بأنهم في روضات الجنات وهي البقاع الشريفة من الجنة ، والبقاع التي دون تلك الأوصاف لابد وأن تكون مخصوصة بمن كان دون الذين آمنوا وعملوا الصالحات .
{ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ } {[1469]} أو للاستقرار العامل في لهم ، والعندية مجاز أو حقيقة { ذَلِكَ } أي ما ذكر للمؤمنين { هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ } الذي لا يوصف ولا تهتدي العقول إلى كنه صفته ، ومعرفة حقيقته ، لأن الحق إذا قال كبير فمن ذا الذي يقدر قدره .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.