المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{تَرَى ٱلظَّـٰلِمِينَ مُشۡفِقِينَ مِمَّا كَسَبُواْ وَهُوَ وَاقِعُۢ بِهِمۡۗ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فِي رَوۡضَاتِ ٱلۡجَنَّاتِۖ لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمۡۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡكَبِيرُ} (22)

وقوله : { ترى الظالمين } هي رؤية بصر ، و { الظالمين } مفعول ، و : { مشفقين } حال وليس لهم في هذا الإشفاق مدح ، لأنهم إنما أشفقوا حين نزل بهم ووقع ، وليسوا كالمؤمنين الذين هم في الدنيا مشفقون من الساعة كما تقدم .

وقوله تعالى : { وهو واقع بهم } جملة في موضع الحال . والروضات : المواضع المؤنقة النظرة ، وهي مرتفعة في الأغلب من الاستعمال ، وهي الممدوحة عند العرب وغيرهم ، ومن ذلك قوله تعالى { كمثل جنة بربوة }{[10129]} ومن ذلك تفضيلهم روضات الحزن{[10130]} لجودة هوائها . قال الطبري : ولا تقول العرب لموضع الأشجار رياض .


[10129]:من الآية (265) من سورة (البقرة).
[10130]:الحزن: ما غلط من الأرض، وقال الأصمعي: الحزن: الجبال الغليظة، والمراد بالغلطة الخشونة.