قوله : { تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا } { مُشْفِقِينَ } منصوب على الحال من الظالمين ؛ لأن { تَرَى } ، هنا من رؤية العين لا القلب{[4099]} . وذلك وصف لحال الخاسرين يوم القيامة ؛ إذ يغشى قلوبهم الخوف والذعر جزاء كفرهم وعصيانهم .
والمعنى : ترى الكافرين المكذبين يوم القيامة يا محمد خائفين وجلين من عذاب الله بسبب كفرهم وعصيانهم في الدنيا { وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ } وما يخشونه من العذاب نازل بهم ليصلوه لا محالة .
قوله : { وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ } المؤمنون المطيعون لله ، المذعنون لجلاله بالخضوع ، يقيمون في روضات الجنات فيهنئون فيها ويتنعَّمون . وروضات الجنات جمع روضة وهي الموضع الذي يكثر فيه النبات والخضرة { لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ } لهم في الجنة ما تشتهيه أنفسهم وتلذُّ به أعينهم من الطيبات والنعم .
قوله : { ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ } الإشارة عائدة إلى ما ذكر من التنعم والتلذذ والسرور في روضات الجنات . وذلك هو الفضل من الله وقد وصفه بأنه كبير ؛ لأنه في غاية الكمال من النعمة ؛ إذ لا يعْدِله فضل ولا تساويه نعمة من نعم الدنيا . {[4100]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.